عندما يقل الغذاء في البيئة، فإن الكائنات الحية تتأثر بشدة. ويمكن أن يؤدي نقص الغذاء إلى مجموعة متنوعة من المشاكل، بما في ذلك انخفاض عدد السكان وزيادة معدلات الوفيات وتدهور الصحة العامة.
التأثيرات على عدد السكان
عندما يقل الغذاء، فإن أحد التأثيرات الأولى التي يمكن ملاحظتها هو انخفاض عدد السكان. يحدث هذا لأن الكائنات الحية التي لا تتمكن من العثور على ما يكفي من الغذاء ستصبح ضعيفة وتموت في النهاية. ويمكن أن يؤدي انخفاض عدد السكان إلى تفاقم نقص الغذاء، حيث يتنافس عدد أقل من الكائنات الحية على الموارد الغذائية المتاحة.
على سبيل المثال، في دراسة أجريت على غزلان الموظ في حديقة يلوستون الوطنية، وجد أن انخفاض توافر الغذاء أدى إلى انخفاض كبير في عدد السكان. انخفض عدد الغزلان من أكثر من 3000 إلى أقل من 1000 في غضون خمس سنوات.
يمكن أن يؤدي انخفاض عدد السكان أيضًا إلى مشاكل أخرى، مثل زيادة خطر الانقراض وتراجع التنوع البيولوجي. عندما ينخفض عدد السكان، يصبح من الصعب على الأنواع التعافي من الاضطرابات أو التغيرات البيئية.
التأثيرات على معدلات الوفيات
عندما يقل الغذاء، فإن معدلات الوفيات عادة ما تزداد. يحدث هذا لأن الكائنات الحية التي تعاني من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والموت. يمكن أن تؤدي معدلات الوفيات المرتفعة إلى تسريع انخفاض عدد السكان.
على سبيل المثال، في دراسة أجريت على الطيور البحرية في شمال المحيط الأطلسي، وجد أن انخفاض توافر الغذاء أدى إلى زيادة كبيرة في معدلات الوفيات. ماتت أعداد كبيرة من الطيور بسبب الجوع ونقص التغذية.
يمكن أن تؤثر معدلات الوفيات المرتفعة أيضًا على التركيب الجيني للسكان. عندما يموت الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية، يتم إزالة جيناتهم من مجموعة الجينات. يمكن أن يؤدي هذا إلى فقدان التنوع الجيني، مما يجعل السكان أكثر عرضة للأمراض والأخطار البيئية الأخرى.
التأثيرات على الصحة العامة
عندما يقل الغذاء، فإن الكائنات الحية التي تعاني من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. يمكن أن يشمل ذلك أمراضًا مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسكري والسرطان. يمكن أن يؤدي سوء التغذية أيضًا إلى مشاكل في النمو والتطور.
على سبيل المثال، في دراسة أجريت على الأطفال في البلدان النامية، وجد أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي والإسهال. كما كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتقزم والتأخر في النمو.
يمكن أن يؤثر سوء التغذية أيضًا على الصحة العامة بطرق أخرى. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية، وتدهور نوعية الحياة.
العواقب على سلاسل الغذاء
عندما يقل الغذاء في البيئة، يمكن أن تتأثر سلاسل الغذاء بشدة. يحدث هذا لأن انخفاض توافر الغذاء يمكن أن يؤدي إلى انخفاض أعداد الكائنات الحية في مستويات مختلفة من السلسلة الغذائية.
على سبيل المثال، في دراسة أجريت على نظام بيئي بحري، وجد أن انخفاض توافر العوالق النباتية أدى إلى انخفاض عدد الأسماك التي تتغذى عليها. أدى هذا بدوره إلى انخفاض عدد الطيور البحرية التي تتغذى على الأسماك.
يمكن أن تؤثر سلاسل الغذاء المتضررة على كل من الكائنات الحية الفردية والسكان بأكمله. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي انخفاض توافر الغذاء إلى انخفاض النجاح التناسلي وزيادة خطر الانقراض للأنواع الموجودة في أعلى مستويات السلسلة الغذائية.
التأثيرات على النظم البيئية
عندما يقل الغذاء، يمكن أن تتأثر النظم البيئية بأكملها. يحدث هذا لأن نقص الغذاء يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في تكوين الغطاء النباتي والبنية الغذائية للحيوانات. يمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى تغييرات في دورات العناصر الغذائية وإنتاجية النظام البيئي.
على سبيل المثال، في دراسة أجريت على نظام بيئي عشبي، وجد أن انخفاض توافر العشب أدى إلى انخفاض أعداد الحيوانات العاشبة. أدى هذا بدوره إلى زيادة في كمية العشب المتاحة، مما أدى إلى زيادة عدد الحيوانات المفترسة التي تتغذى على الحيوانات العاشبة.
يمكن أن تؤثر النظم البيئية المتأثرة على مجموعة واسعة من الخدمات البيئية، مثل تنظيم المناخ وتوفير المياه النظيفة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل للبشر